السبت، 27 ديسمبر 2014


إعدام العلواني قنبلة موقوتة قد تطيح بالعملية السياسية والعراق برمته

بقلم / بكر الجبوري

30/11/2014
من الواضح للمتابع لمسار الحكومة الجديدة في العراق أنها تسير على الطريق الصحيح في إصلاحاتها التي يقوم بها السيد رئيس الوزراء , لكن ليحذر السيد ألعبادي من القضاء المسيس من قبل أعدائه السياسيين من دولة القانون , وأولهم مختار العصر المخلوع الذي يحاول إيقاعه بفخ إعدام العلوني وإفشال حكومته .
لذلك على السيد ألعبادي أن ينظر بكلتى عينيه لا بعين واحدة , وليجعل مصلحة العراق فوق كل الميول والاتجاهات , وان يكون قائدا لا منقاد, وأن يكون عراقيا وليس شيعيا, ولا ينجرف نحوى ألأحقاد والتعصب المذهبي,فأنها من أمور الجاهلية.
وليفكر بروية بعيدا عن شياطين دولة القانون .
هل أن إعدام العلواني يخدم العراق والعملية السياسية ؟
أم سيضيف أزمة إلى ما يعانيه العراق من أزمات متفاقمة على الصعيد ألامني والسياسي.
فلا يخفى على الجميع أن العراق اليوم يمر في ظرف غير اعتيادي حيث تم احتلال ثلث أرضيه من قبل مسلحي داعش والباقي تحت سيطرة المليشيات فلا وجود لدولة وحكومة تفرض هيبتها وسيطرتها على البلد.
لذلك العراق اليوم بحاجة إلى لم الشمل والتوحد ضد الإرهاب هذا العدو الشرس’فينبغي على الحكومة تحشيد العشائر في الانبار وتسليحها للقتال ضد هذا التنظيم المتطرف , وهذا ما رددته الحكومة في الإعلام , وما فعلته على الواقع .
لكن ما يثير ألاستغراب هو ما أعلنه القضاء العراقي في إصدار حكم الإعدام على النائب في البرلمان العراقي أحمد العلواني والقيادي البارز في قائمة متحدون وزعيم الحراك السني في الانبار فضلا عن أنه شيخ من شيوخ البوعلون وهي أكبر عشيرة في الانبار ,ولها الفضل في قتال تنظيم القاعدة وطرده من المحافظة . السؤال هنا هل أن ما يقدم عليه القضاء هو في مصلحة العراق أم هو وئد للمصالحة ونسف للجهود المبذولة لإقناع عشائر الانبار لقتال داعش , فان إعدام العلواني سيجبر العشائر للاصطفاف مع داعش ضد الحكومة التي تتعمد استهداف المكون السني وكيل التهم الباطلة ضد قياداته البارزة لإثارة النعرات الطائفية .
لذلك ينبغي على العبادي أعادة النظر في هذا الحكم الجائر , والتفتيش عن دوافع هذا القرار وما خلفه ولماذا تم اختيار هذا الوقت بعد تسليح عشائر الانبار ؟
أليس الهدف منه
زيادة التوتر والانفلات الأمني ، وإدخال العراق في نفق مظلم لا يعرف متى الخروج منه ؟
لذلك أصبح العبادي أمام مسؤولية كبير وفي محل اختبار لتجاوز هذه العقبة التي قد تكون منعطف تاريخي من المحتمل أن يعصف بالعراق والعملية السياسية فقرار الإعدام بحق العلواني هو أشبه بالقنبلة الموقته فهل سينجح العبادي في تفكيكها !!!
الذي على أثره عبرت الكتل السياسية عن غضبها ورفضها لهذا القرار , وأيضا هددت عشيرة البوعلوان بالانسحاب من قتال داعش في الرمادي !
ينبغي على العبادي أن يتخذ قرار شجاع لنقض هذا القرار كونه معروف للجميع أنه قرار أيراني بحت والقضية تحمل الكثير من الملابسات والشكوك بدا من عملية ألقاء القبض الغير قانونية وأنتهاءا بالنطق بقرار الحكم الذي أصدرته محكمة الجنايات المركزية ببغداد كونه قرارا غير قطعي وقابل للتمييز، بحسب ما أعلنه المتحدث الرسمي للسلطة القضائية عبد الستار البيرقدار، الذي أضاف أن الحكم صدر على أساس اتهامه بالقتل العمد لجنديين من القوة التي قامت باقتحام داره بطريقة غير قانونية واشتباكها مع حرسه الخاص , وانتهاكها حصانة نائب في البرلمان العراقي , فضلا عن أنها قوات تابعة لرئيس الوزراء المخلوع نوري المالكي الذي كان معروف بنهجه الطائفي وعدائه الواضح للقادة السنة !!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق