السبت، 15 مارس 2014

لا تكشف معادن الرجال ألا في المواقف

بقلم / بكر الجبوري

2/3/2014
أن المتابع للشأن العراقي يعرف أن العراق أصبح مسرح كبير ، والسياسيين يلعبون أدوار الممثلين في هذا المسرح ، والمواطن يصادف في كل موجة من ألإحداث مجموعة من الانتهازيين المتصدرين لركوب الموجة دون أن يعرف حقيقة ما تخفيه نفوسهم نحوه كما حصل في الإحداث ألأخيرة في ألانبار ، هذا الوجوه التي نتعامل معها يوميا قد ترتدي أقنعة متنوعة فهناك من يرتدي قناع الإيمان وهو ابعد ما يكون عنه والبعض الآخر يرتدي قناع الشجاعة والأنفة وهو في داخله يتصارع ما بين الخوف والقلق ،
أما صاحب المعدن الأصيل لا يحمل قناع مزيف بل وجهه مرآة لما يحمله قلبه ، وهو من تجده في مقدمة الصفوف يتحمل الأعباء بمسؤولية ولا يتراجع أو يتهرب كما فعل الشيخ علي الحاتم تجده معاك في الفرح والحزن في الشدة والرخاء.
فمن المؤكد أن كل زمان وكل مكان لا يخلو من أصحاب المواقف الرائعة من رجال أو نساء حتى لو تكاثر أصحاب الأقنعة المزيفة. 

فليست هناك لغة تمكننا من تعلم قراءة كوامن وخفايا النفوس إلا المواقف والأحداث المريرة التي نمر بها في حياتنا ؛ لان مواقف الحياة الصعبة تكشف لنا معادن وأنواع الرجال وربما تزيح المصائب الأقنعة التي نراها أمامنا كل يوم لتظهر الوجوه والنفوس على حقيقتها ومن ثم يستطيع المواطن أن يحدد من هم رجال المواقف .
أخيرا كم هو مؤلم أن تكون الظروف الصعبة هي الوسيلة الوحيدة لكشف حقيقة من ادعى الشجاعة والإخلاص .
وهذا الشئ الذي يدعونا للوقوف طويلا ، نحاول ان نتفرس ونتأمل في وجوه من حولنا أهي وجوه حقيقية أم هي مجرد أقنعة مطاطية .
فالرجال قلاع تشيدها الشجاع والوفاء ويهدمها الجبن والخداع والمكر والخيانة ,والجبان مقتول بالخوف قبل أن يقتل بالسيف,والشجاع حي وأن خانه العمر , حاضر وأن غيبه القبر الرجال والمواقف تصنع بعضها البعض, لولا المواقف لم يعرف الرجال الصادقين
ولولا الرجال لما كانت المواقف التي يقف عندها الأجيال الذين من بعدهم .
لقد فرزت لنا أرمة ألانبار من هم الرجال ومن هم الذكور ومن هم المخلصون ومن هم أصحاب المواقف ومن هم الخونة والعملاء والجبناء بعد أن تزاحم السياسيين والعمائم وشيوخ العشائر على ألقاء الخطب والكلمات فوق منصات ساحات ألاعتصام بكل فخر وتفاخر , لكن سرعان ماتبخر هؤلاء عند تأزم الموقف وحصول المواجهة لم يثبت ألا القليل ,والآخرين شاهدناهم مابين هارب جبان , وخائن عميل يعيش على دماء أهله فأين هؤلاء من معنى الرجولة .
فلكل موقف رجاله وأحداث ألانبار أفرزت لنا من هم رجالها وقد ذكرنا أحدهم في مقال سابق وهو القائد الشجاع الشيخ ( رافع المشحن ) نصره الله على الفرس وأعوانهم واليوم نذكر القطب الثاني وهو القائد المغوار أمير عشائر الدليم الشيخ ( علي الحاتم ) نسئل الله له الثبات .
فالمواقف هي من تبرز الرجال لا المنصات ولا زمجرة الأصوات ولا صعودهم على أكتاف الرجال فمن سلك العكس يسمى هروب وخداع !!
فألف شكرا للمواقف الصعبة بمقدار ما تسببه من ألم لكنها إجابة عن كل الأسئلة المحيرة في النفس عن حقيقة البشر ؛ لأنها الوحيدة القادرة على انتزاع الأقنعة وتعرية النفوس
وأخيرا أقولها باختصار للشيخ علي الحاتم أنـت رجـل لا يـكـفـيـه مـدح ولا يــوصـفـه كــلام !!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق