ما اجتمعت رئاسة الوزراء ورئاسة البرلمان ألا وكان الشيطان ثالثهما
بقلم / بكر الجبوري
30/7/2013
أن التقارب السياسي بين الشركاء في العمل شئ مفرح وجيد ويديم زخم التفاعل
في العملية السياسية لو كان في ظل ظروف اعتيادية لكن من المعروف للجميع أن
العراق غير مستقر وذلك بسبب هيمنة رئيس الحكومة وانفراده بالقرارات وتهميش
كافة الشركاء من خلال الكيد بالخصوم وعدم اعترافه هو وحزبه بقرارات
البرلمان وقد شهدنا الخلافات المستمرة في البرلمان ومنها اعتراض وزير
الدولة لشؤون البرلمان عز الدين الصافي على أن البرلمان ليس من حقه تشريع
القوانين هو فقط للتصويت على القرارات التي يقترحها رئيس الوزراء أو مجلس
الوزراء وكذلك كشف النائبة حنان الفتلاوي على موازنة البرلمان المالية
واتهامها رئاسة البرلمان بسوء التصرف في هذه الأموال وكذلك شهدنا اتهامات
عدة من رئيس الوزراء إلى رئاسة البرلمان بعدم تجاوبها مع طلبات رئاسة
الوزراء ذلك من خلال طلب رئيس الوزراء من رئاسة البرلمان على إقالة
الشهرستاني وذلك لوجود ملفات فساد في قطاع الكهرباء وإخفاقه في تحسين
القطاع الكهربائي وأشار أيضا إلى طلب أخر قدمه رئيس الوزراء إلى رئاسة
البرلمان حول تخصيص مبلغ مائة ألف دينار عراقي لكل عائلة عراقية لك
ن رئاسة
البرلمان لم تتعاطى مع هذا الطلب الإنساني . خلافات كثيرة وأزلية بين
الرئاستين لم تستطع القبلات في اللقاء الماضي إذابتها أو تناسيها لكن السيد
رئيس البرلمان حاول هذه المرة ممارسة القفزات السياسية التي يتمتع بها
عادة السياسيين الغربيين لا ذابة الخلافات وتجاوز الاتهامات بالطرق
الدبلوماسية الهادئة والابتعاد عن التراشق السياسي ونشر الغسيل لكن في
تصوري لم يكن موفق في هذا الأمر فقد أخفق رئيس البرلمان أسامة النجيفي
وممثل الشعب في قفزته الأخيرة التي كان من الواضح للجماهير أن هدفها تحقيق
للمصالح الشخصية التهافت بدل التنافس من خلال دعوته لرئيس الوزراء على
الإفطار وقد يعطي لنفسه العذر أو الحق متخذا موقعه الرسمي كرئيس برلمان
ورئيس قائمة لتبرير لقائه لكن هذا لايعطيه الحق في تجاهل أراء جماهيره وعدم
مراعاته لمشاعرهم حيث لاحظت الاستياء على وجوه الكثيرين ومن خلال الحديث
معهم وكذلك مالاحظته على مواقع التواصل الجماعي من استنكار لهذا اللقاء .
كما تطرقت في بداية الموضوع أن الظروف لم تكن اعتيادية فالعراق يمر بحالة
من الفوضى والجماهير غاضبة على الحكومة المحافظات الغربية تشهد حالة
اعتصامات منذ أكثر من مائتين يوم والحكومة متجاهلة لكل طلباتهم وكذلك
المحافظات الجنوبية تشهد تظاهرات ضد رئيس الوزراء في البصرة والناصرية
وغيرها وكذلك تخلى عنه شركائه في الحزب حيث أن القيادي في حزب الدعوة علي
الأديب أعلن عن سحب تأييده من رئيس الوزراء الحالي السيد نوري المالكي
وعزله من منصبه كأمين عام لحزب الدعوة بسبب سياسته الرعناء وانفراده في
القيادة و لجوء الاديب إلى أعادة ائتلافه مع المجلس الأعلى والتيار الصدري
دون المالكي وذلك لإسقاطه وكذلك مناشدات الكتل وزعيم القائمة أياد علاوي
لسحب الثقة من المالكي كل هذه لم تكن بالحسبان يارئيس البرلمان والمعوق
الأخر الذي كان المفروض أن يحول دون هذا اللقاء هو تعرض أبناء شعبنا لحصار
جائر وظالم في منطقة الطارمية والتاجي وأبو غريب بحجة اتهامهم في حادثين
سجن أبو غريب والتاجي وهروب 1000معتقل وإعدامات ميدانية في سجن التاجي
لمعتقلين بحجة محاولتهم للهروب والجميع يعرف أنها مسرحية وان سجن التاجي لم
يتعرض إلى اقتحام فقط هي أزمة مفتعلة من الحكومة لتصفية بعض السجناء
وإعدامهم فأي عذر أو حق يكون هذا اللقاء مع قاتل الشعب فقد أرسل هذا اللقاء
رسالة تعطي انطباع المؤازرة لرئيس الحكومة والوقوف معه ضد الشعب من قبل
رئيس مجلس النواب كذلك اعتبرت المحافظات الجنوبية أن هذا اللقاء هو لغرض
الكيد ضدهم حيث لم تكن ردود فعل رئيس البرلمان بشأن تظاهرات الجنوب مثل
وقوفه مع تظاهرات الموصل . في تصوري أن هذه الخلوة بين هذين الرئاستين لم
تكن شرعية لعدم وجود محرم بينهما حيث تشوب هذا اللقاء الكثير من الشبهات من
خلال الأجواء والتوقيت والأزمات المحيطة بالحكومة .
قد يتهمني البعض
من مؤيدي السيد رئيس البرلمان بقصور الفهم والعداء وان مافعله رئيس
البرلمان هو ممارسة حقه الطبيعي كونه ممثل للشعب ورئيس برلمان ورئيس قائمة ؟
نعم لكن برتوكوليا أن كان اللقاء حكومي على اعتبار رئاستين كان من المفترض
أن يحضره أعضاء من البرلمان أو نواب الرئيس لتفادي ما يمكن أن يقال بعد
اللقاء من قبل المعارضين أو المتصيدين أو من قبل رئيس الحكومة نفسه الذي
كان على طول العملية السياسية يكيل الاتهامات إلى رئاسة البرلمان ولفقدان
الثقة من قبل الجماهير بالسياسيين وحتى يكون اللقاء شرعي خالي من الشبهات
يجب أن يكون بينهم شخص ثالث .
أما أن كان اللقاء حزبي على اعتبار أنهما
رؤساء كتل سياسية فكان من المفترض أن يكون أعضاء من كلا الكتلتين
والقياديين في الحزب حاضرين لذلك نجد استياء من قبل بعض القياديين في
متحدون من هذا اللقاء . ما أنتجه هذا اللقاء من ردود أفعال هو الضجر من قبل
الجماهير وبعض الشائعات التي تحتاج إلى تفسير فنحن الآن نسمع عن الكثير من
الشائعات والكلام عن صفقات تمت في هذا اللقاء ومن ضمنها (الاتفاق على
تمديد عمل الحكومة إلى سنتين وكذلك على حسم موضوع محافظ الانبار والموصل
وكذلك الاتفاق عن فض التظاهرات والاعتصامات في المحافظات الغربية وغيرها من
الصفقات ) لقاء مريب تحوم حوله الكثير من الشكوك والشبهات خلوة خرجت عن
إطارها الشرعي لعدم وجود محرم بينهما فيمكنني القول .
اجتمعت رئاسة الوزراء ورئاسة البرلمان ألا وكان الشيطان ثالثهما !!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق